جوليت المصرية «إيزادورا وحابي» ... قصة الحب الحزينة
بقلم الأثري / محمد حلاوة ((المنسق العام لفريق كنوز أثرية للوعي الاثري))
«أيتها الصغيرة الجميلة، أيتها الطيبة البريئة، والزهرة الناضرة، التي ذبلت في ربيع العمر، يا ملاكي الطاهر الذى رحل دون وداع» من هنا من مصر ومنذ فجر التاريخ، عرف العالم معنى الحب قبل أى قصة حب فقبل آلاف السنوات، وعلى أرض مصر كانت تدور أحداث قصة حب حزينة بين «إيزادورا» الفتاة المصرية ذات الجذور الإغريقية ابنة حاكم إقليم يقع فى منطقة المنيا الحالية وبين الضابط المصرى «حابى».
إيزادورا شهيدة الحب … ايزادورا العاشقة … معنى اسمها هبة ايزيس وعاشت فى مصر فى حوالى القرن الثانى قبل الميلاد فى عصر الإمبراطور هادريان، ومقبرتها فى منطقة تونا الجبل.
إيزادورا بنت أسرة اغريقية كانت تعيش في مصر وكان والدها حاكما للاقليم انتنيوبولس المعروف حالياً بمحافظة المنيا وكان قصره الكبير موجودا في مدينه انتنيوبولس حيث يطل على النيل والحقول الخضراء. ... فى الوقت ده ايزادورا كان عندها 18 سنة.
ولاول مرة قابلت الجندى المصرى "حابى" واللى كان مكلف بحراسة المدينة حابى كان بيعيش على الجانب الغربي من النيل في مدينة خمنو (الاشمونين حاليا) و كان من عامة الشعب وبالنسبة لايزادورا كان من مستوى مختلف جداا , لكن القدر كان ليه رأى تانى .. ووقت احتفالات المعبود جحوتى رمز الحكمة والقلم قررت ايزادورا انها تحضر الاحتفالات وهناك قابلت الضابط المصرى حابى واللى افتتن بيها وحبها جداا وبقت ايزادورا كل يوم تخرج وتقابله عند البحيرة جمب قصر والدها.
لكن اللى حصل بعد كده ان والدها عرف الموضوع وغضب جداا وقرر ينهى الموضوع بينهم وامر الحراس يمشوا وراها ويتبعوا خطواتها ويمنعوها انها تقابله وبدأ والدها يمنعها ويتحكم فى قرارها لحد ما ايزادورا شافت ان الحياة من غير حابى مفيش معنى ليها وقررت تنهى حياتها بايدها وقبل ده خرجت من ورا الحراس علشان تقابل حابى لآخر مرة واخفت خطتها عنه وبعد ما افترقوا وحتى اذا بلغت منتصف النهر ألقت بنفسها في أحضان النيل وانهت حياتها
الامر اللى كان صادم جدا لوالدها وحس بالندم على افعاله وبنى ليها مقبرة جميلة جدا ولانها كانت محبوبة ابيها امر بوضع مومياءها على سرير جنائزى.
اما الجندى المصرى حابى كان مثال للوفاء وقرر عدم الزواج وكان بيروح كل يوم يشعل شمعة فى مقبرتها ويجلس هناك بالساعات حتى لاتشعر روحها بالوحدة.
وعندما علم عميد الأدب العربي طه حسين بقصتها بنى استراحة بمنطقة تونا الجبل بجوارها مقبرتها وكتب لها رواية كبيرة تحمل اسم «إيزادورا شهيدة الحب»، وكان كل يوم أثناء إقامته يوقد لها شمعة مثلما كان يفعل حبيبها حابى بل كتب فى هذه الاستراحة روايته الشهيرة دعاء الكروان، وذكر أنه مثلت بعض لقطات الفليم فى استراحة د. سامى جبرة، عالم المصريات المصرية، الذى أعطى له طه حسين، المال اللازم عندما كان وزيراً للمعارف ليكمل حفائرة فى تونا الجبل.
الحب لا يعرف الطبقات الاجتماعية ولا يفرق بين الحكام والمحكومين فقد ربط بين قلبى الشابة الجميلة «إيزادورا» وبين ضابط مصرى بسيط الحال حقيقي قصة حب عنيفة ومحزنة جدا.